إذا كان بابا الفاتيكان ـ بنديكتوس السادس عشر ـ قد وصف آيات القرآن الكريم بأنها "تعليمات أوامر اللئام".. فهل لنا أن نسأله عن رأيه ـ كأستاذ للفلسفة ـ فيما جاء بأسفار العهد القديم ـ التي يقدسها ـ من فكر دموي وعنصري، قد نسبوه إلى الله ـ تعالى عن ذلك ـ يأمر فيه بني إسرائيل بإبادة كل شيء لدى الآخرين: البشر والشجر.. والحيوانات.. هذه النصوص التي منها:
ـ " فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ». (سفر الخروج ، إصحاح 17 ـ 14).
ـ "إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلا .. فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّقهَا (أي تدمرها وتبيدها بِكُلِّ مَا فِيهَا من بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ ، وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاُ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ ، لِكَيْ يَرْجعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ، وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً" (سفر التثنية ، إصحاح 13 : 12، 15 ـ 17).
ـ " وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا قَائِلاً: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، فَتَطْرُدُونَ كُلَّ سُكَّانِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ .. تَمْلِكُونَ الأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا ، وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا ، فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ كَمَا هَمَمْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِهِمْ»." (سفر العدد ، إصحاح 33 : 50 ـ 53 ، 55 ،56)
ـ "وحِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ، َأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ .. فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا بَلْ تُحَرِّمُهَا (أي تبيدها)" (سفر التثنية ، إصحاح 20 : 10 ـ 16).
ـ "سَبْعَة شُعُوبٍ َدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ ـ أي تبيدهم ـ لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ، وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ.. لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.. مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ. وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ. وَتَأْكُلُ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ. لاَ تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَلَيْهِمْ" (سفر التثنية ، إصحاح 7 : 1ـ3 ، 6 ، 7 ، 14 ـ 16).
ـ "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: قُلْ لِطَائِرِ كُلِّ جَنَاحٍ، وَكُلِّ وُحُوشِ الْبَحرِّ: اجْتَمِعُوا، َتَعَالَوْا، احْتَشِدُوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ إِلَى ذَبِيحَتِي الَّتِي أَنَا ذَابِحُهَا لَكُمْ، ذَبِيحَةً عَظِيمَةً عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، لِتَأْكُلُوا لَحْمًا وَتَشْرَبُوا دَمًا. تَأْكُلُواَ لَحْمَ الْجَبَابِرَةِ وَتَشْرَبُوا دَمَ رُؤَسَاءِ الأَرْضِ. كِبَاشٌ وَحُمْلاَنٌ وَأَعْتِدَةٌ وَثِيرَانٌ كُلُّهَا مِنْ مُسَمَّنَاتِ بَاشَانَ ، وَتَأْكُلُونَ الشَّحْمَ إِلَى الشَّبَعِ، وَتَشْرَبُونَ الدَّمَ إِلَى السُّكْرِ مِنْ ذَبِيحَتِي الَّتِي ذَبَحْتُهَا لَكُمْ" (سفر حزقيال ، إصحاح 39 : 17 ـ 19).
ـ "اِقْتَرِبُوا أَيُّهَا الأُمَمُ لِتَسْمَعُوا، وَأَيُّهَا الشُّعُوبُ اصْغَوْا لِتَسْمَعِ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ نَتَائِجِهَا. لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ. قَدْ حَرَّمَهُمْ دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ ، فَقَتْلاَهُمْ تُطْرَحُ، وَجِيَفُهُمْ تَصْعَدُ نَتَانَتُهَا، وَتَسِيلُ الْجِبَالُ بِدِمَائِهِمْ ، وَيغنَى كُلُّ جُنْدِ السَّمَاوَاتِ .. لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلأَ دَمًا" (سفر إشعيا ، إصحاح 34 : 1ـ 6) .
***
صدقني ـ يا عظيم الفاتيكان ـ إنني عندما أقارن هذا "الفكر الدموي العنصري اللإنساني" بما جاء به المسيح عليه السلام من مثل :
ـ "تحب قريبك كنفسك" (رو 13 : 9).
ـ "أحبوا أعداءكم ، باركوا لأعينكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (متى 5 : 44)
ـ "لا تقاوموا الشر" (متى 5 : 39)
ـ " لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء" (رو 12 : 19)
ـ "ُنشتم فنبارك ، نضطهد فنحتمل ، يفترى علينا فنعظ" (اكو 4 : 12 ـ 13)
ـ "باركوا على الذين يضطهدونكم، باركوا ولا تلعنوا" (رو 12 : 14)
ـ "غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة، بل بالعكس مباركين، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة" (ابط 3: 9)
ـ "إن كان ممكنا ، فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس) (رو 12 : 18)
ـ "إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فأسقه؛ لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه، لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير" (رو 12: 20 ـ 21).
عندما أقارن الفكر الدموي العنصري اللاإنساني ، الذي جاء في العهد القديم ، بهذه السماحة المثالية التي أوصى بها المسيح عليه السلام.. ثم أنظر لصنيع كنيستك وأضرابها ـ يا عظيم الفاتيكان ـ في إبادة الشعوب في أمريكا.. وأستراليا.. ونيوزيلاندا.. وإفريقيا.. ولهذا الذي يصنعه الغرب ـ بمباركة كنائسه ـ من النهب الاستعماري.. والاستعمار الاستيطاني.. والاستخدام المفرط لكل ألوان الأسلحة ـ حتى المحرمة دوليا ـ ضد المسلمين وغيرهم من الشعوب المستضعفة.. أصل إلى اليقين الذي يقول ـ يا عظيم الفاتيكان ـ إنكم وكنائسكم وأقوامكم لا علاقة لكم بالمسيح عليه السلام!!.