منتدى النور
أهلاً وسهلاً بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا تسجيلك إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب به.
منتدى النور
أهلاً وسهلاً بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، كما يشرفنا تسجيلك إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب به.
منتدى النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تبني الفن الهادف تأييدا لانجازات الأمة وتنديدا بآلامها annour.forummaroc.net
 
الرئيسيةمرحبا بكم في منالتسجيلأحدث الصوردخول
مرحبا بكم في منتدى مجموعة النور عين بني مطهر نساهم في بناء الفن الهادف الذي يتبنى هموم الأمة يساند آمالها ويندد بآلامها  للتواصل معنا الهاتف 0615306641   0668432360

 

 حفت النار بالشهوات 1/2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mahmoud

mahmoud


عدد المساهمات : 28
نقاط : 11684
تاريخ التسجيل : 01/04/2009
العمر : 46

حفت النار بالشهوات 1/2 Empty
مُساهمةموضوع: حفت النار بالشهوات 1/2   حفت النار بالشهوات 1/2 Icon_minitimeالجمعة 9 يوليو 2010 - 16:01

حفت النار بالشهوات 1/2 34774_large
من أخطر ما يصد الإنسان عن سعادتي الدنيا والآخرة
ميولاته وشهواته المنفلتة من عقال الإيمان المتحررة من حكمة العقل، وما
أكثر ما نشاهده اليوم من مظاهر اغتيال العقل وتأجيج نار الشهوات عبر مناهج
سلطوية مدروسة ومخططات إبليسية يتواطأ فيها الداخل والخارج تستهدف شبابنا
ونساءنا بل وأطفالنا لصرفهم عن الرجولة والرشد وبناء الوطن إلى مهاوي
الرذيلة وقتل القيم وتقويض الوطن. وها هي دولتنا، "حامية الملة والدين"!،
عوض أن ترقى بأوضاع الناشئة عبر إرساء ثقافة بانية متحصنة بإسلامها وإفساح
مجالات التواصل الحقيقي مع بناة الحاضر والمستقبل لاستثمار قدراتهم العلمية
والعملية، تكرس عكس ما تلوكه من شعارات ثقافة هابطة ، ومن بين ما يدل على
ذلك ما تنظمه الدولة من مهرجانات لا ترقى إلى مستوى ما تدعيه من فنية
وإبداع ما دامت لا تخاطب في الناس إلا غرائزهم لتظل بذلك بعيدة عن التعبير
عن هموم الشعب وآماله واحترام هويته.
بتأثير شهواته ينحرف الإنسان ويشرد عن
الكرامة وأخلاق الإنسانية الكامنة فيه.
فما طبيعة هذه الشهوة وما خطرها وما علاجها؟
ذلكم بعض من الأسئلة التي سنجيب عليها في هذا الموضوع.
الشهوة هي كل ما تهواه النفس وتميل إليه ضارا
كان أو نافعا.
تطلق الشهوة على المصدر أي الفعل، كما تطلق على
الأمر المشتهى وهو المفعول.
قال ابن تيمية: "الشهوات
جمع شهوة والشهوة هي في الأصل مصدر ويسمى المشتهى شهوة تسمية للمفعول
باسم المصدر قال تعالى (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)"
[1]، وقد ذكر الله لنا أنواعاً
من الشهوات التي جبلت النفوس على محبتها، وهي:
قال تعالى: ﴿
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾
ففي الآية ذكر أنواع من الشهوات، وهي: النساء،
والبنين، والأموال، والحيوان، والحرث.
قدّم الله أشد الشهوات وأقوى الفتن وهي
النساء، فإن فتنتهن أعظم فتن الدنيا. ثم ذكر البنين المتولدين من النساء.
ثم ذكر شهوة الأموال لأنها تقصد لغيرها فشهوتها شهوة الوسائل وقدم أشرف
أنواعها وهو الذهب ثم الفضة بعده. ثم ذكر الشهوة المتعلقة بالحيوان الذي لا
يعاشر عشرة النساء والأولاد فالشهوة المتعلقة به دون الشهوة المتعلقة بهم،
وقدم أشرف هذا النوع وهو الخيل فقدمها على الأنعام التي هي الإبل والبقر
والغنم. ثم ذكر الأنعام وقدمها على الحرث لأن الجمال بها والانتفاع أظهر
وأكثر من الحرث[2].
• ومن الشهوات أعراض قلبية مركوزة في
النفس البشرية: كالعجب والخيلاء، والقهر والاستعلاء، والغضب، وحب الثناء
والمدح، وحب الميل إلى النوم، والإخلاد إلى الراحة
وهذه الأعراض مما لا يكاد يسلم منه إلا من عصم
الله فمقل ومكثر.
• ومنها: حب الرئاسة فإنه الشهوة الخفية، كما
قال شداد بن أوس رضي الله عنه يا بغايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء
والشهوة الخفية. قيل لأبي داود: ما الشهوة الخفية قال حب الرئاسة[3].
وخلق الله الإنسان وجعل له عقلا وشهوة،
فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم.[4]
حكمة تركيب
الشهوة في الإنسان
من حكم تركيب الشهوة في الإنسان التي ذكرها العلماء
نذكر:
1) الإقبال على
الله بالتوبة والذل بين يديه:
قال ابن القيم رحمه الله: العبد قد بلي بالغفلة والشهوة
والغضب، ودخول الشيطان على العبد من هذه الأبواب الثلاثة، فإذا أراد الله
بعبده خيرا فتح له من أبواب التوبة والندم والانكسار والذل والافتقار
والاستعانة به وصدق اللجأ إليه ودوام التضرع والدعاء و التقرب إليه بما
أمكن من الحسنات ما تكون تلك السيئة به رحمة، حتى يقول عدو الله: يا ليتني
تركته ولم أوقعه.
وهذا معنى قول بعض السلف: إن العبد
ليعمل الذنب يدخل به الجنة ويعمل الحسنة يدخل بها النار. قالوا: كيف؟ قال:
يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه منه مشفقا وجلا باكيا نادما مستحييا من ربه
تعالى ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له فيكون ذلك الذنب أنفع له من
طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى
يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة . ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه
ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها ويستطيل بها ويقول: فعلت وفعلت فيورثه من
العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه.[5]
2) طلب اللذة
التامة في الآخرة:
لأن الإنسان إذا أدرك شيئاً من لذات الدنيا قاس عليه من
باب أولى اللذة التامة في الآخرة فيعظم طلبه لها.
3) الابتلاء
والاختبار:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فلم تقو عقول الأكثرين
على إيثار الآجل المنتظر بعد زوال الدنيا على هذا العاجل الحاضر المشاهد،
وقالوا: كيف يباع نقد حاضر وهو قبض باليد بنسيئة مؤخرة وُعِدنا بحصولها بعد
طي الدنيا وخراب العالم، ولسان حال أكثرهم يقول: خذ ما تراه ودع شيئا سمعت
به.
فساعد التوفيق الإلهي من علم أنه يصلح
لمواقع فضله فأمده بقوة إيمان وبصيرة رأى في ضوئها حقيقة الآخرة ودوامها
وحقيقة الدنيا وسرعة انقضائها.[6]
ولهذا سئل عمر بن الخطاب: أيمها أفضل؟
رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها
لله؟ فكتب عمر: إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من الذين
امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم.[7]
4) تكثير النسل وحفظه:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في آدم وحواء: "ثم لما أراد الله سبحانه أن يذرّ نسلهما في الأرض
ويكثره وضع فيهما حرارة الشهوة ونار الشوق والطلب وألهم كلا منهما اجتماعه
بصاحبه فاجتمعا على أمر قد قدر."
[8]
نتائج اتباع الشهوة

1) مرض القلب:

ومرض القلوب نوعان مرض شبهة وشك، ومرض شهوة وغي
وكلاهما في القرآن قال تعالى في مرض الشبهة ﴿
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا﴾
وأما مرض الشهوات فقال تعالى ﴿ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن
بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض﴾
فهذا مرض شهوة الزنا[9].
الأسير هو أسير شهوته وهواه، ومتى أسرت
الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه وسامه سوء العذاب وصار كعصفور في كف طفل
يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب.[10]
2) الابتعاد عن الحق:

قال تعالى في قوم لوط ﴿ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون﴾
.
وهذا السكر أشد من سكر الخمر، فإن سكر
الخمر يكون يوما أو قريبا من يوم، وأما سكر الشهوة والمحبة الفاسدة فقوي
دائم، وقد يصل إلى الجنون[11]

قالت جننت على رأسي فقلت لهاحفت النار بالشهوات 1/2 Space
العشق أعظم مما بالمجانين
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

العشق ليس يفيق الدهر صاحبهحفت النار بالشهوات 1/2 Space
وإنما يصرع المجنون في الحين
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

3) الكفر والخروج عن الدين:

فإن الشهوة خطوة من خطوات الشيطان التي يتدرج بالعبد عن
4) الحجب عن الرب جل وعلا:
قلب العبد لما تتحكم به الشهوة فإنها تحجبه عن ربه جل
وعلا فيصبح رهينة نفسه الأمارة بالسوء حتى لا يعرف معروفا أو ينكر منكرا،
وهذا رأس الخذلان والجفاء بينه وبين الله، وإن أراد الله عصمت عبده نغص
عليه الشهوة وحال بينه وبين اللذة المحرمة حتى لا تكون حجاباً بينه وبينه.[12]
5) إدمان الشهوة وتعلق القلب بها:

مدمنو الشهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذون بها وهم مع
ذلك لا يستطيعون تركها.

ولهذا ترى مدمن الخمر والجماع لا يلتذ
به عشر معشار التذاذ من يفعله في بعض الأحيان.[13]
6) الغفلة عن ذكر الله والصلاة:

"لأن العبد إذا قهر شهوته وهواه قوي قلبه على
الصلاة والخشوع فيها، وهذا بخلاف من قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان
فيه مقعدا فإنه لا يمكن أن يتخلص من الوساوس والأفكار."
[14]
7) الشقاء والحسرة في الدنيا:

فيا حسرة المحب الذي باع نفسه لغير الحبيب الأول بثمن
بخس وشهوة عاجلة ذهبت لذتها وبقيت تبعتها.[15]
وما في الأرض أشقى من محبحفت النار بالشهوات 1/2 Space
وإن وجد الهوى حلو المذاق
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

تراه باكيا في كل حينحفت النار بالشهوات 1/2 Space
مخافة فرقة أو لاشتياق
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

فيبكي إن نأوا شوقا إليهمحفت النار بالشهوات 1/2 Space
ويبكي إن دنوا حذر الفراق
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

حفت النار بالشهوات 1/2 Icon_cool العقوبة عند الموت:

شهوات الدنيا فى القلب كشهوات الأطعمة في المعدة، وسيجد
العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقبح ما يجده
للأطعمة اللذيذة إذا انتهت إلى غايتها.[16]
9) العقوبة في البرزخ:
وفي حديث سمرة بن جندب الذي في صحيح البخاري أن النبي
قال رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على
مثل بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار فيه رجال ونساء عراة
فإذا أوقدت النار ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا أخمدت رجعوا فيها فقلت
من هؤلاء قال هم الزناة.
الجزاء من جنس العمل، فهؤلاء كانوا في
الدنيا كلما هموا بالتوبة والإقلاع والخروج من تنور الشهوة إلى فضاء
التوبة عادوا إليه فكان هذا عذابهم في تنور الآخرة.[17]
10) العذاب في النار:
في الحديث "حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره

تاريخ النشر: الجمعة 28 ماي/أيار 2010


[1]


مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 571.


[2]


بدائع الفوائد ج: 1 ص: 85.


[3]


رسالة في التوبة ج: 1 ص: 233.


[4]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 15.


[5]


الوابل الصيب ج: 1 ص: 14.


[6]


شفاء العليل ج: 1 ص: 265.


[7]


الفوائد ج: 1 ص:110.


[8]


التبيان في أقسام القرآن. ج: 1 ص: 205.


[9]


زاد المعاد 4 / ص 5.


[10]


روضة المحبين ج: 1 ص: 103.


[11]


قاعدة في المحبة ج: 1 ص: 83.


[12]


مدارج السالكين لابن القيم ج: 2 ص: 454.


[13]


روضة المحبين لابن القيم ج: 1 ص: 470.


[14]


الوابل الصيب لابن القيم ج: 1 ص: 40.


[15]


إغاثة اللهفان لابن القيم ج: 2 ص: 122.


[16]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 195.


[17]


روضة المحبين لابن القيم ج: 1 ص: 442.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mahmoud

mahmoud


عدد المساهمات : 28
نقاط : 11684
تاريخ التسجيل : 01/04/2009
العمر : 46

حفت النار بالشهوات 1/2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حفت النار بالشهوات 1/2   حفت النار بالشهوات 1/2 Icon_minitimeالجمعة 9 يوليو 2010 - 16:22

الفهرس
ثمرات الانتصار على الشهوة
1) سلامة القلب:
2) علو النفس والالتحاق بالملأ الأعلى:
3) النجاة من عذاب الله:
4) دخول الجنة:
5) كمال الإيمان ولذة الأنس بالله والشوق إليه:
وسائل مدافعةالشهوة
1) حسم مادة الشهوة وتضييق مجاريها:
2) قطع الأسباب المهيجة للشهوة:
3) التسلي عن الشهوة بجنسها من المباحات:
4) الصبر:
5) محبة الله تعالى وشهود نعمته وخوف غضبه:
6) رجاء كمال الإيمان:
7) رجاء العوض:
Cool ذكر الموت والدار الآخرة:
9) تدبر القرآن والعمل به:
10) التفكر في مقابح الصورة التي تدعوه نفسه إليها:
11) الدعاء والانكسار بين يدي الله:
ثمرات الانتصار على الشهوة

حفت النار بالشهوات 1/2 34774_large


للانتصار على الشهوة عدة ثمرات في الدنيا والآخرة، منها:
1) سلامة القلب:
"وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم،
والأمر الجامع لذلك أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن
كل شبهة تعارض خبره."
[1] 2) علو النفس والالتحاق بالملأ الأعلى:
"فالإنسان منا إذا غلب صبره باعث الهوى والشهوة
التحق بالملائكة، وإن غلب باعث الهوى والشهوة صبره التحق بالشياطين، وإن
غلب باعث طبعه من الأكل والشرب والجماع صبره التحق بالبهائم."
[2] 3) النجاة من عذاب الله:
وإذا تأملت أيها القارئ الكريم السبعة الذين يظلهم الله
عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة
الهوى فإن الإمام المتسلط القاهر لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه،
والشاب المؤثر عبادة الله على داعي شبابه لولا مخالفة هواه لم يقدر على
ذلك، والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى
الداعي له إلى أماكن اللذات، والمتصدق المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره
لهواه لم يقدر على ذلك، والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز
وجل وخالف هواه، والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما
أوصله إلى ذلك مخالفة هواه فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم
القيامة.[3]
قال أبو سليمان الداراني: ومن ترك لله شهوة من قلبه فالله أكرم أن يعذب بها قلبه. [4]
4) دخول الجنة:
﴿ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى﴾
5) كمال الإيمان ولذة الأنس بالله والشوق إليه:
فإن لذة الأنس بالله والشوق إليه والفرح والابتهاج به لا تحصل في قلب فيه غيره، وإن كان من أهل العبادة والزهد والعلم.[5]
وسائل مدافعة الشهوة
1) حسم مادة الشهوة وتضييق مجاريها:
مثاله (قطع العلف عن الدابة الجموح وعن الكلب الضاري لإضعاف قوتهما)

• نوع وكمية الغذاء:
أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيحدها من الأغذية
المحركة للشهوة إما بنوعها أو بكميتها وكثرتها ليحسم هذه المادة بتقليلها.[6]
• العلاج النبوي (الصوم):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع ‏ ‏الباءة ‏ ‏فليتزوج فإنه ‏
‏أغض ‏ ‏للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له ‏ ‏وجاء"
[7]، فأرشدهم إلى الدواء
الشافي الذي وضع لهذا الأمر "الزواج"، ثم نقلهم عنه عند العجز إلى البدل
وهو الصوم فإنه يكسر شهوة النفس ويضيق عليها مجاري الشهوة فإن هذه الشهوة
تقوى بكثرة الغذاء وكيفيته.[8]
2) قطع الأسباب المهيجة للشهوة:
مثاله "تغييب اللحم عن الكلب والشعير عن البهيمة لئلا
تتحرك قوتهما له عند المشاهدة"، وعلى المؤمن أن يغض بصره عن ما حرم الله
النظر إليه وبخاصة عورات النساء ومفاتنهن، ومنه تجنب مشاهدة الأفلام
الإباحية والصور الخليعة التي تهيج المرء إلى اقتراف الفاحشة.
ومن هذه الأسباب:
•الفكر في الشهوات:
أصل الخير والشر من قبل التفكر فإن الفكر مبدأ الإرادة والطلب، التفكير في الشهوات واللذات وطرق تحصيلها لا عاقبة له
ومضرته في عاقبة الدنيا قبل الآخرة أضعاف مسرته.[9]• النظر المحرم:

فيجتنب محرك الطلب وهو النظر، فإن داعي الإرادة والشهوة إنما يهيج بالنظر، والنظر يحرك القلب بالشهوة.[10]• الغناء الماجن:

فن الكلمة له سحره في القلوب والعقول،
منه ما يصعد بالإنسان إلى درجات النبل والتكريم، ومنه ما يهوي به إلى دركات
البهيمية والتجريم. والعاقل من يعرض عما يطيح بعزة نفسه أو يزيح جمال
خلقه، وأولو العزم لا يبغون عن سماع القرآن بديلا.[11]
3) التسلي عن الشهوة بجنسها من المباحات:

الله أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، وفيما أحل الله من شهوات مباحة غنية عن ما يورث مرض القلب وغضب الرب، فإن كل ما يشتهيه الطبع ففيما أباحه الله سبحانه (زواج، شراب حلال، كسب حلال ...)
غنية عنه وهذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم.

4) الصبر:
4)الصبر:
وقد يقول قائل: لا أستطيع أن أصبر، الصبر صعب.
فنقول: الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما
توجبه الشهوة. فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة وإما أن تقطع لذة أكمل منها
وإما أن تضيع وقتا، وأما أن تثلم عرض، وإما أن تذهب مالا، وإما أن تضع قدرا
وجاها، وأما أن تسلب نعمة، وإما أن تنسي علما، أو تحرم رزقا، أو تجلب هما
وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة.[12]

5) محبة الله تعالى وشهود نعمته وخوف غضبه:
5) محبة الله تعالى وشهود نعمته وخوف غضبه:

- محبة العبد ربه وإجلاله سبحانه فيترك معصيته محبة له، فإن المحب لمن يحب مطيع، وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين، فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد.

- أما شهود نعمته وإحسانه فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه، وإنما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا إليه
ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه، فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة.

- شهود غضبه وانتقامه فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب وإذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف.

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن يوسف الصديق من العفاف أعظم ما يكون فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره،
فإنه كان شابا والشباب مركب الشهوة، وكان عزبا ليس عنده ما يعوضه، وكان غريبا عن أهله ووطنه والمقيم بين أهله وأصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم فإذا تغرب زال هذا المانع، وكان في صورة المملوك والعبد لا يأنف مما يأنف منه الحر، وكانت المرأة ذات منصب وجمال والداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك، وكانت هي المطالبة فيزول بذلك كلفة تعرض الرجل وطلبه وخوفه من عدم الإجابة، وزادت مع الطلب الرغبة التامة والمراودة التي يزول معها ظن الامتحان والاختبار لتعلم عفافه من فجوره، وكانت في محل سلطانها وبيتها بحيث تعرف وقت الإمكان ومكانه الذي لا تناله العيون، وزادت مع ذلك تغليق الأبواب لتأمن هجوم الداخل على بغتة، وأتته بالرغبة والرهبة، ومع هذا
كله عف لله ولم يطعها وقد راعى حق الله وحق سيدها على ذلك كله وهذا أمر لو ابتلي به سواه لم يعلم كيف كانت تكون حاله.[13]

قال الحسن بن زيد: ولينا بديار مصر رجل فوجد على بعض عماله فحبسه وقيده، فأشرفت عليه ابنة الوالي فهويته، فكتبت إليه:

أيها الرامي بعينيـحفت النار بالشهوات 1/2 Space
ـه وفي الطرف الحتوف
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

إن ترد وصلاً فقد أمـحفت النار بالشهوات 1/2 Space
كنك الظبي الألوف
حفت النار بالشهوات 1/2 Space


فأجابها الفتى:

إن تريني زاني العيـحفت النار بالشهوات 1/2 Space
نين فالفرج عفيف
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

ليس إلا النظر الفاحفت النار بالشهوات 1/2 Space
تر والشعر الظريف
حفت النار بالشهوات 1/2 Space


فأجابته:

قد أردناك فألفيـحفت النار بالشهوات 1/2 Space
ناك إنسانا عفيفا
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

فتأبّيت فلا زلـحفت النار بالشهوات 1/2 Space
ـت لقيديك حليفا
حفت النار بالشهوات 1/2 Space


فأجابها:

ما تأبيت لأنيحفت النار بالشهوات 1/2 Space
كنت للظبي عيوفا
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

غير أني خفت رباًحفت النار بالشهوات 1/2 Space
كان بي برا لطيفا
حفت النار بالشهوات 1/2 Space


فذاع الشعر وبلغت القصة الوالي فدعا به فزوجه إياها ودفعها إليه.


6) رجاء كمال الإيمان:

كما صح عن النبي أنه قال: "لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن"
[14].

قال بعض الصحابة: ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع إليه. وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه.[15]


7) رجاء العوض:
فإن من ترك شيئاً لله بدله الله خيراً منه.


Cool ذكر الموت والدار الآخرة:
كان أبو الدرداء يقول: لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة، ولا شربتم شرابا على شهوة، ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه، ولخرجتم إلى الصعدات تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم، ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل.[16]


9) تدبر القرآن والعمل به:

فالقرآن شفاء لمرض الشهوات بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة.[17]

قال يحيى بن أيوب: كان بالمدينة فتى يعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه شأنه، فانصرف ليلة من صلاة العشاء فتمثلت له امرأة بين يديه فعرضت له بنفسها ففتن بها ومضت فأتبعها حتى وقف على
بابها فأبصر وجلا عن قلبه وحضرته هذه الآية ﴿ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون﴾ . فخر مغشيا عليه فنظرت إليه المرأة فإذا هو كالميت فلم
تزل هي وجارية لها يتعاونان عليه حتى ألقياه على باب داره، فخرج أبوه فرآه
ملقى على باب الدار لما به فحمله وأدخله فأفاق فسأله ما أصابك يا بني فلم
يخبره فلم يزل به حتى أخبره فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه، فبلغ عمر
رضي الله عنه قصته فقال ألا آذنتموني بموته فذهب حتى وقف على قبره فنادى يا
فلان ﴿ ولمن خاف مقام ربه جنتان﴾
فسمع صوتا من داخل القبر قد أعطاني ربي يا عمر.


10) التفكر في مقابح الصورة التي تدعوه نفسه إليها:

فإن كانت المرأة تفجر معه ومع غيره: فليعز نفسه أن يشرب
من حوض ترده الكلاب والذئاب.

كما قيل:

سأترك وصلكم شرفا وعزاحفت النار بالشهوات 1/2 Space
لخسة سائر الشركاء فيه
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

إذا كثر الذباب على طعام حفت النار بالشهوات 1/2 Space
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
حفت النار بالشهوات 1/2 Space

وتجتنب الأسود ورود ماءحفت النار بالشهوات 1/2 Space
إذا كان الكلاب يلغن فيه
حفت النار بالشهوات 1/2 Space


وليذكر أن ريقه يخالط ريق كل خبيث، ومن له أدنى مروءة ونخوة يأنف لنفسه من مواصلة من هذا شأنه.

فإن كانت المرأة لا تفجر مع غيره:
فلينظر إلى ما وراء هذا اللون والجمال الظاهر من القبائح الباطنة لهذه
المرأة التي خانت الله ورسوله وأهلها ونفسها، ولا نسبة لجمال صورتها إلى
هذا القبح البتة.[18]


11) الدعاء والانكسار بين يدي الله:

الدعاء باب للوصل سبب إلى كشف الضر، من ولجله بصدق
الإقبال وذل الافتقار أعطاه الله ما أراد من خير وصرف عنه ما لحقه من شر،
وأي نعمة أن يخلص الله عبده المنيب من غفلة الشهوات المفضية إلى سعير
النيران.

تاريخ النشر: الجمعة 28 ماي/أيار 2010


[1]


إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 7.


[2]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 15.


[3]


روضة المحبين ج: 1 ص: 471.


[4]


روضة المحبين ج: 1 ص: 441.


[5]


الفوائد ج: 1 ص: 196.


[6]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 41.


[7]


صحيح البخاري. كتاب النكاح. رقم 4678.


[8]


روضة المحبين ج: 1 ص: 219.


[9]


الفوائد ج: 1 ص: 198.


[10]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 41.


[11]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 41.


[12]


الفوائد ج: 1 ص: 139.


[13]


روضة المحبين ج: 1 ص: 319.


[14]


صحيح البخاري.كتاب الحدود رقم 6311.


[15]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 41.


[16]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 41.


[17]


إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 104.


[18]


عدة الصابرين ج: 1 ص: 41.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حفت النار بالشهوات 1/2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى النور  :: قسم الحياة الأسرية-
انتقل الى: