حوار مع الدكتور عبد اللطيف حمدان (رئيس مركز الاوتار الصوتية التخصصي)
هل اصبح يمكن أن نجري عملية تجميل للصوت كما الوجه والجسد؟
بالنسبة إلى الصوت لا يمكننا استعمال كلمة تجميل لان جمال الصوت مسألة نسبية وتختلف من شخص لأخر وبحسب اذواق الناس.
ما هي مقومات الصوت الجميل عموما؟
الصوت الجميل هو كل صوت يتمتع بتناغم هرموني بمستوى متوازن أي غير مرتفع
أو منخفض كثيرا ويتمتع برنين. كما يكون لديه مدى ونوتة وهو خالي من تقلصات
واضطرابات وموقعه في الحلق متوازن.
ما هي الطريقة الامثل للوصول إلى مزايا الصوت الجميل؟
قبل التحدث عن الوصول إلى مزايا الصوت الجميل لا بد من التحدث عن أهمية
الصوت بالنسبة للإنسان لأنه أولا أداة تواصل وتعبير ولا يمكن معرفة قيمة
الصوت إلا عندما نفقده. ويوجد انواع من الأصوات فهناك الأصوات البدائية
مثل البكاء والسعال والضحك وغيرها… كما يوجد الصوت الذي يعبر عن الكلام
للتواصل والتحدث واخيرا الصوت الغنائي وهنا يمكننا القول أن قدرة الصوت هي
التي تميز شخص عن آخر ولا بد من الإشارة هنا أن الصوت أو الحنجرة هي
بمثابة الالة الموسيقية للفنان. إضافة إلى أن الصوت يعتبر مقياس لصحة
الإنسان ووضعه النفسي لأنه يتأثر بشكل مباشر بتغيرات الجسد الصحية
والنفسية، فنحن مثلا يمكننا معرفة الشخص المريض او المضطرب من خلال نبرة
صوت.
من هم الأشخاص الذين يقصدون الطبيب بهدف تغيير صوتهم؟
كل شخص يعاني من اضطرابات بالصوت مثل بحة أو تسرب هوائي أو تشنج أو ضعف أو
تعب بالصوت، كما أن الأشخاص الذين لديهم صوت غير اعتيادي كأن يكون صوته لا
يتماشى مع عمره أو مع جنسه، إضافة إلى الأشخاص الذين لديهم صوت عادي وغير
راضين عنه يجب تعدليه. واخيرا أصحاب الأصوات الغنائية أو الأصوات الجميلة
من اجل المحافظة عليها وتطويرها بشكل صحي وسليم.
ما هي مشاكل الصوت وما هي سبل معالجتها؟
هناك ثلاثة انواع من المشاكل التي تعترض صوت الإنسان، عضوية وظيفية
ونفسية، فالمشاكل العضوية تكون من خلال الشلل الذي يؤدي فقدان الصوت أو
عدم قدرة الإنسان على النطق. وأيضا ما يسمى بالاكياس التي تصيب الاوتار أو
الحنجرة وعادة هذه المشاكل يمكن معالجتها من خلال العمليات الجراحية أو
الليزر. المشاكل الوظيفية وهي تلك التي تكون ناتجة عن تقلصات وتشنجات في
الحنجرة أو الاوتار وتؤثر على الصوت وهذه المشاكل يمكن معالجتها عبر
التدريب الصوتي وجلسات خاصة أما المشاكل الناتجة عن الحالة النفسية فهي
عادة تؤدي إلى اختفاء في الصوت أو توتره ويمكننا القول أن اغلب الأمراض
النفسية تؤثر على صوت الإنسان.
ما مدى اقبال الفنانين على زيارة طبيب الحنجرة وهل تكون زيارتهم بهدف تقويم صوتهم أو تجميله والمحافظة عليه؟
بصراحة اغلب الفنانين المشهورين يزورونني بهدف تقويم اصواتهم ومعالجتها من
التقلصات والتعب… أتمنى أن يزوروني بشكل دوري للمحافظة عليه، ولكن مع
الأسف الفنان أو الإنسان بشكل عام لا يقصد الطبيب إلا بهدف المعالجة وليس
بهدف الوقاية.
هل يمكن أن يتم تغيير الصوت بالكامل وما مدى نجاح هذه العملية؟
طبعا، نسبة النجاح عالية ولكن نسبة الأشخاص الذين يقبلون على هذا النوع من
العمليات قليلة كما أننا يمكننا تغيير صوت الانسان عبر التمارين وقد يختلف
صوته بنسبة عشرين بالمئة.
إلى أي مدى مسموح بهذا النوع من عمليات تغيير الصوت طبيا؟
لا شك أن كل تغيير يمكن اجراءه طبيا يخضع لضوابط وقوانين لذلك هذا النوع
من العمليات مسموح بها بحالات معينة مثل رجل لديه صوت امرأة ويؤثر على
حياته اليومية أو امرأة تعاني من خشونة بصوتها أو انخفاض نتيجة علاج
هرموني أو عادات صوتية سيئة جدا.
ما الذي يؤدي إلى تغيير الصوت وما مدى أهمية الأسلوب على الصوت؟
لا شك أن الجو العام والبيئة تؤثر على أداء الإنسان وصوته وكل أداء سليم
خالي من أي تشنجات يؤدي إلى صوت سليم كما أن التشنجات والمشاكل وظروف
الحياة تخرج الصوت عن اطاره وعاداته.
ما مدى تأثير المأكولات على صوت الإنسان ؟
في الطعام ما هو مفيد للصوت وما هو مضر ويجب أن نعرف كيف ناكل وما هو
المناسب لحماية صوتنا مثل الشاي الاخضر المآكل الرطبة والعسل المذاب.
ما هي طبيعة المشاكل التي تعالجينها؟
شلل الاوتار الصوتية ، صعوبة النطق ، البحة ، التآليل على الاوتار، الفالج
وخلل في شكل الاوتار الصوتية بعد إجراء عملية جراحية في أماكن قريبة من
الحنجرة إضافة إلى تصحيح نطق أو كلام من يتكلم من انفه أو من يعاني من شلل
خلقي بالمخ ويؤثر على نطقه …
كيف يعرف الإنسان أن نطقه غير سليم ويحتاج لطبيب؟
عندما يوجد بحة دائمة في صوته أو يكون صوته غير عادي أو يتكلم بطريقة غير
مريحة للاخرين ولا بد أن يعرف ذلك من خلال مقارنة صوته مع غيره أو من خلال
لفت نظره من قبل من حوله.
لكن البعض يظن أن هذه طبيعة في الصوت وليست مشكلة؟
لا شك في ذلك ولهذا يمكنني القول أن كل صوت غير اعتيادي يدل على وجود
مشكلة أما عضوية أو في أسلوب التنفس والنطق، فمثلا هناك عدة اعلاميين
يتكلمون من مناخيرهم ويحتاجون لمعالجة وتقويم لطريقة نطقهم ولا يلاحظون
ذلك.
ما السبب الذي يدفع الإنسان الكلام من مناخيره ؟
الشد على خلال الكلام مما يؤدي إلى تسكير الاوتار فيطلع الكلام من
المناخير وهناك أيضا من لديهم (شفة الجمل) أي الشفة المشقوقة يتكلمون أيضا
بطريقة خطأ بسبب الثقب الذي في الشفة فيتكلمون من منخارهم وتكون الحنجرة
لديهم مفتوحة ويمكن اصلاح حالة هؤلاء عبر تعليمهم طريقة صحيحة للتنفس
أثناء الكلام.
ماذا عن التأتأه و اللدغة في الكلام؟
أن التأتأة في الكلام ناتجة عن الخطأ في طريقة التنفس والفوضى فيها وهي
قابلة للتصحيح مئة بالمئة. كما أن مشكلة اللدغة هي مشكلة غير عضوية ويجب
أن يتم العمل عليها من الصغر وتعليم الولد مخارج الحروف بشكل صحيح حتى
يعرف كيف يلفظ ويمكن تصحيحها ولا تحتاج اكثر من عشر جلسات لدى الطبيب. في
هذه الحالات يجب عدم ارباك الطفل او الضغط عليه. هذا التصرف سيزيد من
المشكلة.