2- أسماء وكلمات لا إله إلا الله
ذكر الله عز وجل لا إله إلا الله بهذا اللفظ المبارك في كتابه العزيز في بضع وثلاثين موضعا، نقتصر هنا على ذكرها والتذكير بها في سورها لا بعددها اختصارا للتطويل قال الله تعالى وهو أحكم القائلين:
﴿ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم﴾ .
﴿ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ .
﴿ الله لا إله إلا هو ليجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه﴾ .
﴿ ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو﴾ .
﴿ لا إله إلا هو يحيي ويميت﴾ .
﴿ لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون﴾ .
﴿ لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون﴾ .
﴿ لا إله إلا هو عليه توكلت﴾ .
﴿ لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة﴾ .
﴿ لا إله إلا أنا فاتقون﴾ .
﴿ لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى﴾ .
﴿ لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ .
﴿ لا إله إلا هو رب العرش الكريم﴾ .
﴿ لا إله إلا هو رب العرش العظيم﴾ .
﴿ لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة﴾ .
﴿ لا إله إلا هو فأنى توفكون﴾ .
﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون﴾ .
﴿ ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأني توفكون﴾ .
﴿ لا إله إلا هو يحيي ويميت﴾ .
﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾ .
﴿ هو الله الذي لا إله إلا هو﴾ .
﴿ الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المومنون﴾ .
﴿ رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخدوه وكيلا﴾ وقد ذكرت الكلمة الطيبة بصيغة التوحيد أكثر من عشر مرات في المصحف الشريف أما ما يدخل في معاني تقارب الهيللة أو التوحيد أو بمعاني أخرى فهي كثيرة نقتصر منها على ما يفي الغرض.
لا إله إلا الله كلمة التقوى
يقول المولى عز وجل في حق المؤمنين المجاهدين الأوائل رضي الله عنهم في سورة الفتح ﴿ وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها﴾ قال المفسرون هي لا إله إلا الله. ففي هذه الآية مدح المولى عز وجل طائفة من المؤمنين لما هاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وأشربت قلوبهم معنى لا إله إلا الله، وكانوا أهلا لثناء الله عز وجل كما نهلو من معين الصحبة فصدقوا وأخلصوا.. ففازوا وأفلحوا، وأمر الله جار إلى قيام الساعة لا حجر على رحمة الله، فمن سلك طريقهم وصار على نهجهم، وتبعهم بإحسان لا شك يفوز مثل ما فاز هؤلاء الأخيار. فكلمة لا إله إلا الله ليست كلمة تقال فحسب إنما هي علم ويقين وصدق وإخلاص وانقياد واستسلام، وبالجملة فهي منهج حياة وجهاد متواصل إلى قيام الساعة.
وفي المقابل، وفي آية أخرى، ذم الله عز وجل أقواما رفضوا النطق بالكلمة الطيبة- بله العمل بمقتضياتها- وأصروا واستكبروا، فكان مآلهم الشقاوة والخسران ﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون﴾
يا حسرة على العبد، الذي نكص وأعرض عن ذكر ربه!؟ ما درى المسكين من أين تؤكل الكتف، فكلمة التقوى هاته وقرة العين التي لا تنقطع لقنها النبي صلى الله عليه وسلم عمه فرفض، ولقنها أصحابه، فسبقت لهم من الله الحسنى، فاستجابوا، فغفر الله لهم، ففازوا.
في الحديث الشريف الذي رواه الصحابيان الجليلان شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بإغلاق الباب ثم قال لهم "ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا الساعة. ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: الحمد لله اللهم بعثني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله عز وجل قد غفر لكم" [10]
وكلمة لا إله إلا الله هي كلمة "السواء" التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب وأهل الملل الأخرى، فهي باب الهداية على صراط الله المستقيم وأمر الله الجامع ﴿ قل يا أهل الكتاب تعالو إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله﴾ ﴿ وهدوا إلى الطيب من القول﴾ . ووصفها بالطيبة وضرب الله بها مثلا ﴿ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة﴾ .
ووصفها كذالك بالوصف الخالد السرمدي كونها تخرق السبع الطباق وتخرق الحجب ﴿ إليه يصعد الكلم الطيب﴾ . قال المفسرون أن الطيب من القول والكلم هو لا إله إلا الله. والطيب المطلق هو معرفة لا إله إلا الله والفناء في حب الله ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾ .
فمعرفة لا إله إلا الله، ومن تم ذكر الله، والاستغراق في نور جلال الله من خلال ترداد لا إله إلا الله والإكثار من ذلك هو مفتاح الفلاح وطريق السعادة الأبدية خاصة إذا كان المؤمن الذاكر محصنا بصحبة راشدة تغرف من مشكاة النبوة، يامن يجري وراء السراب وشقشقة الكلام ما ينفع قال وقلت، من ها هنا الطريق.
لا إله إلا الله جواز المرور وبطاقة القبول بدار البرزخ
﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة﴾
القول الثابت هوشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقولها المؤمن عند سؤال القبر، ويشهد بها قبل ذلك في الدنيا، ويثبت عليها، وأعظم بها من شهادة أجرها على الله عز وجل كبير.
"يروى أن يوسف عليه السلام أراد أن يتخد وزيراً فجاءه جبريل عليه السلام فقال له إن الله يأمرك بأن تتخد فلانا وزيرا لك فنظر يوسف إليه وكان الرجل في غاية الدمامة فسأل جبريل عن السبب فقال إن له عليك حق الشهادة إنه هو الذي شهد ﴿ وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين﴾ .
والإشارة في ذلك أن من شهد لمخلوق وجد وزارته في الدنيا، ومن شهد لله بالتوحيد في الحال كيف لا يجد رحمته في العقبى؟" [11]
فلذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار منها لفضلها وكرامتها و"لا إله إلا الله" كلمة الله العليا ﴿ وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا﴾
وكلمة الله العليا هي لا إله إلا الله التي يعتز بها كل مؤمن قوي يستمد قوته من إيمانه بالله عز وجل وثقته بموعوده ولا يبالي بما أصابه في جنب الله "إن من يعتمد بهوية عجزه على سلطان الكون الذي بيده أمر "كن فيكون" كيف يجزع ويضطرب؟ بل يثبت أمام أشد المصائب، واثقا بالله ربه، مطمئن البال مرتاح القلب وهو يردد ﴿ إنا لله وإنا اليه راجعون﴾ [12]
وبالجملة فهي كلمة التوحيد والإخلاص، ودعوة الحق وكلمة الإحسان والعروة الوثقى من تمسك بها فاز ونجا وأدرك أهل النجا ﴿ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها﴾
[1] أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 6/38.
[2] جزء من الآية 26 من سورة الفتح.
[3] مفتاح الفلاح، ابن عطاء الله السكندري.
[4] المصدر السابق
[5] الإحسان 1، عبد السلام ياسين.
[6] رواه أحمد والطبراني.
[7] الغنية، سيدي العربي السايح.
[8] أبواب الفرج، د. السيد محمد علوي المالكي.
[9] مفتاح الفلاح، ابن عطاء الله.
[10] رواه الإمام أحمد.
[11] مفتاح الفلاح، ابن عطاء الله.
[12] من مكتوبات سعيد النورسي.